شقتي المتواضعة تقع في قلب مدينة مانشستر الانكليزية حيث يذهب نصف راتبي الشهري لسداد إيجارها، تحتوي على غرفة نوم واحدة بنافذة متوسطة الحجم لا يمكن فتحها بالكامل، وبيت واحد للراحة، ومطبخ صغير استعمرته الكتب والأوراق، وغرفتين لأجهزة الغسيل والتحكم في حرارة المياه. وأجمل ما تحتويه شقتي صالتي الصغيرة (333 سم × 375 سم) بشرفة متواضعة جدا تكفي بحد أقصى ٤ أشخاص متكدسين تطل على حديقة خضراء ونهر صناعي جار

شقتي هذه، حضنت العشرات بل المئات قبل ان تحضنني

شقتني هذه، جمعت اغلب الاختلافات وربما جميعها حيث عايشتها في الوقت الحاضر

شقتي هذه، جمعتنا نحن بعض شباب الكويت، والبحرين، والسعودية

شقتي هذه، جمعتنا مع شباب الشرق والغرب من الهند واليونان

منا من هو مسلم، ومنا من يعتنق المسيحية، والآخر لا يؤمن حتى بوجود الله سبحانه وتعالى

منا من هو سني المذهب والآخر شيعي.. منا من يأخذ بالكاثوليكية وشخص يذهب بالإلحاد

منا من هو معتدل في فكره وهذا متطرف بتوجهه وذاك متعصب لآرائه

منا من يهوى الطب والاختراع، وجزء منا بالهندسة والاقتصاد، وآخرون بالفن والسينما والغناء

ومنا من يداوم على الصلاة وقراءة القرآن، وهناك من يتهاون بها و يؤخرها، وآخر لا يؤمن ولا يهتم بهذه الأمور و لكن يحترمها!

بهذه الاختلافات نعيش، وأجمل ما يمكننا ان نراه هو أن الدنيا رُسِمَت بمختلف طبيعاتها وتلوّنت بروائع تضاريسها. فالحياة ليست كلها بما نشتهي، ولا بما نأخد ونتجه ونفكر، بل الحياة خليط؛ حلاوتها بتنوع مكوناتها.

شقتي… احتضنتني أنا.. وأهلي وعائلتي.. وأصدقائي المقربين وزملائي..

هذه شقتي.. هذا هو مسكني.. هذا تماما هو عشقي لوطني

الطالب/ أحمد محمد العلي

جامعة مانشستر

—-

المقال نشر اليوم في جريدة الجريدة بتاريخ ١٤/٥/٢٠١٢ صفحة ٩

للإطلاع عليها اضغط هنا