لنتخيل كويتنا التي نطمح

نشر في تاريخ ٣/٩/٢٠١٣

لمشاهدة المقال في جريدة الوطن اضغط هنا

رغم الواقع الكويتي المؤسف الأليم.. نتفاءل، رغم ان اغلب الدلائل والبراهين والواقع يفرض علينا غير ذلك.. نتفاءل، فربما يأتي ذلك اليوم الموعود ونعيش بدولة اسمها الكويت التي نطمح بها ونتمناها، تلك الكويت الجديدة في تطورها وعز ازدهارها وقمة نموها، تلك الدولة التي يتمنى كل فرد في هذا العالم ان يقطن بها ليزهو برقيها وجمال ثقافتها وتراثها، وبصدارة علومها وفنونها وآدابها. لنتخيل معا بعضا من الافكار والامنيات التي ارجو ان نعيشها قبل الفناء والرحيل ونطرح بعضا من التساؤلات لعلها تجد طريق الاجابة بين قراء هذا المقال وربما تجد لها النور في نهاية المطاف.

كاتب المقال: أحمد محمد العلي

ما ذنب الفرد «الكويتي» الذي تثبط الدولة هدفه وطموحه ومستقبله في وطنه عندما يعشق مجال الفلك والفضاء، أو الفيزياء النظرية، أو كان طموحه دراسة الهندسة النووية وربما النانو تكنولوجي أو أي تخصص نادر ومطلوب عالميا؟ تخيلوا ان تتبنى الدولة هيئات ومراكز ومؤسسات خاصة جديدة تدعم هذه المجالات وتخلق فرص عمل جديدة منها الادارية والاكاديمية والبحثية وتكون في مصاف الدول المتطورة؟ ما ذنب الفرد «الكويتي» الذي لم تعد الدولة قادرة على احتضانه في جامعتها لتكدس الاعداد وقلة المرافق الجامعية والاكاديمية؟ تخيلوا لو شيدت الكويت افرع للجامعات العريقة في شتى مجالاتها كما هو معمول بالدول الاخرى مثل الامارات والبحرين كأقرب مثال وان نستفيد من امكانيات هذه الجامعات وبرامجها التعليمية الراقية؟

ماذا لو تبنت الكويت اختراعات ابنائها وبناتها الكويتيين وحتى الاختراعات غير الكويتية وتطبقها وتنتجها وتصدرها للعالم وتكون الكويت سباقة في هذا المجال؟ ماذا لو خصصت الكويت بعضا من اراضيها للصناعة بشتى انواعها ومجالاتها لتكون دولة منتجة اكثر منها استهلاكية ننشر من خلالها علامة «صنع في الكويت» ونحقق منها فرصاً وظيفية بدلا من البطالة المقنعة غير المنتجة؟ ماذا لو ركزت الكويت جهودها في ان تتبنى مراكز بحثية علمية وطبية نصدر منها الدراسات للعالم وتشيع مقولة «اثبتت دراسة كويتية» بدلا من ان نقول اثبتت الدراسة البريطانية أو الامريكية؟ تخيلوا لو اهتمت الكويت في المجال السياحي وتحول جزرها المهجورة بأفضل المنتجعات وتستثمر فيها افضل استثمار وتكون الكويت وجهة سياحية يقصدها القاصي والداني؟ تخيلوا لو ان تكون الكويت حازمة في اختيار قيادييها على حسب الكفاءة والخبرة دون محسوبية وتشترط عليهم اقوى الشروط لتحقيق رؤى تنموية طموحة بدلا من هذا التخبط والترقيع؟

الكويت مليئة بالعقول المفكرة والمبدعة والخلاقة والراقية، الكويت لا تنقصها الاراضي ولا الموارد، الكويت لا تنقصها المادة والاموال، الكويت تستطيع عمل ما لا تستطيع الدول الاخرى تنفيذه، فلا ينقصنا سوى رؤية واضحة وقرار حكيم وتنفيذ سليم، ولأصحاب القرار اناشد واقول: التفتوا الى الكويت فهي بأمس الحاجة لكم الآن عن أي وقت مضى، ورغم ذلك.. نتفاءل.

أحمد محمد العلي

طالب طب أسنان – جامعة مانشستر

@ahmadalali